الدولية نيوز31 مايو 2025Last Update :

العشق الممنوع: حين تهتز القيم وتُهدد الأسرة من الداخل
حنان الصحاف

في زمن باتت فيه القيم الأخلاقية في مهب الريح، تطفو على سطح المجتمع ظواهر مقلقة تهدد كيان الأسرة واستقرارها. من بين هذه الظواهر ما يمكن تسميته بـ”العشق الممنوع”، حيث تقدم بعض النساء المتزوجات على إقامة علاقات عاطفية أو جسدية خارج إطار الزواج، في خيانة صريحة لمنزل وأبناء ورجل يكدّ ويعمل ليؤمّن لهم حياة كريمة.

ليست الخيانة دائمًا جسدية، فخيانة المشاعر قد تكون أعمق أثرًا وأكثر وجعًا، خصوصًا عندما تتعلق بامرأة ترتبط بشاب يصغرها سنًا تحت شعار “الحب”. وهنا يُطرح السؤال المؤلم: هل هذه العلاقة “حق مشروع” كما يُروج البعض، أم أنها خيانة مبطنة مدمّرة؟

الرجل – الزوج – في هذه المعادلة، كثيرًا ما يكون الضحية الصامتة. يخرج منذ الصباح الباكر، يكدّح، يعمل، ويسعى لتأمين لقمة العيش، فيما تُخفي شريكة حياته قصة حب موازية تُنسج في الخفاء. الأخطر من ذلك، أن بعض النساء لا يتورعن عن صرف المال على العشيق، من مال الزوج أو من مال الأسرة، في صورة معكوسة للحب والعطاء، بل ومشوهة للمسؤولية والوفاء.

وهنا، يبقى السؤال الأكبر: ماذا عن الأطفال؟ ماذا عن تلك اللحظة الفاصلة التي يكتشف فيها الأبناء أن أمهم – التي يجب أن تكون قدوة في التضحية والحنان – لم تكن على قدر الثقة؟ ما هو الأثر النفسي الذي يُخلفه هذا الانهيار القيمي في نفوسهم؟ كيف سيبنون مستقبلهم، ومَن ستكون قدوتهم؟

نعم، الله أباح الطلاق كخيار عند استحالة العشرة، ولم يُجز الخيانة بأي شكل من الأشكال. فإن كانت المرأة – أو الرجل – لا تجد في زواجها ما يشبع حاجتها العاطفية، فهناك باب شرعي وواضح يُغني عن السقوط في المحظور. أما الإصرار على العيش حياة مزدوجة، فتلك كارثة أخلاقية تتعدى حدود الفرد، وتهدد بنية المجتمع بأسره.

لسنا هنا في مقام الإدانة، بل في مقام السؤال الصادق: هل بات الحب مبررًا للخيانة؟ وهل تساق الغريزة كذريعة لتدمير أسرة وتشويه قدسية العلاقة الزوجية؟

إن ما نحتاجه اليوم ليس المزيد من القصص المثيرة، بل وقفة مجتمعية تُعيد تعريف القيم، وتُعلي من شأن الأسرة، وتُحافظ على نقاء العلاقة بين الرجل والمرأة، لأنها أساس بناء أجيال سليمة نفسيًا وأخلاقيًا.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News