هل يقول الذكاء الاصطناعي كلمته في انتخابات 2025؟
تكنولوجيا خارقة قد تغيّر قواعد اللعبة السياسية

الدولية نيوز28 مايو 2025Last Update :
هل يقول الذكاء الاصطناعي كلمته في انتخابات 2025؟تكنولوجيا خارقة قد تغيّر قواعد اللعبة السياسية


احمد العيسى

مع اقتراب استحقاقات انتخابية مرتقبة في عدد من دول العالم خلال عام 2025، يتساءل الكثيرون: هل أصبح الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تحليلية أم أنه في طريقه ليصبح لاعباً سياسياً يغيّر مسار الانتخابات؟ وهل يمكن لخوارزميات متطورة أن تقنع الجمهور بتأييد مرشحين من خارج الدوائر التقليدية؟

في المشهد السياسي العالمي المتغير، بات من الصعب تجاهل الأثر المتصاعد للذكاء الاصطناعي، ليس فقط في إدارة الحملات الانتخابية، بل في صياغة الرسائل السياسية، وتحليل ميول الناخبين، بل وحتى في توقّع نتائج الاقتراع بدقة مذهلة. إلا أن التطور اللافت اليوم هو الانتقال من التحليل إلى التأثير؛ من المراقبة إلى التوجيه.

الحملات تدخل العصر الخوارزمي

لم تعد فرق الحملات الانتخابية تكتفي باستطلاعات الرأي التقليدية أو التركيزات الجغرافية، بل أصبحت تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لفهم الجمهور على مستوى نفسي وسلوكي. هذه الأنظمة تحلل ملايين البيانات من مواقع التواصل الاجتماعي، تاريخ التصفح، وحتى تفاعلات المستخدم مع المحتوى السياسي، لتقدّم رسائل مخصصة بدقة تكاد تكون شخصية.

المرشحون باتوا قادرين، عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، على مخاطبة كل فئة عمرية أو اجتماعية برسالة مختلفة تتوافق مع اهتماماتها وهواجسها. الأمر الذي يزيد من احتمالية تغيير القناعات، وحتى كسر الولاءات التقليدية.

المرشح “المفاجأة”

من أبرز الظواهر التي قد نشهدها في انتخابات 2025 هي صعود مرشحين “خارج المألوف” أو ممن كانوا في السابق يصنَّفون على هامش المشهد السياسي. فبفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، بات بإمكان هؤلاء الوصول إلى الجمهور الذي يبحث عن بدائل حقيقية، وربما يتوق إلى خطاب مغاير للنمط السائد.

الأمر لا يقتصر فقط على كفاءة هؤلاء المرشحين في استخدام التكنولوجيا، بل في مدى نجاحهم في الظهور كـ”أصوات حقيقية” في عالم تعاني فيه السياسة من فقدان الثقة. هنا، يلعب الذكاء الاصطناعي دور “المُضخِّم” لرسائل الصدق والاختلاف، ما قد يضعهم في دائرة الضوء.

الخطر الكامن: تلاعب أم توعية؟

رغم الإيجابيات، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية يثير مخاوف مشروعة، أهمها خطر التلاعب بالعقول. فإلى أي مدى يمكن التفريق بين الإقناع المشروع والتوجيه الممنهج؟ وهل تستطيع الأنظمة القانونية اللحاق بسرعة تطور هذه الأدوات؟

هناك خشية من أن تتحول الانتخابات إلى سباق بين من يملك “الذكاء الاصطناعي الأقوى”، وليس بين من يملك البرنامج السياسي الأفضل. في هذه الحالة، يصبح الناخب عرضة لحملات تضليل ذكية يصعب كشفها أو مواجهتها.

الكلمة الفصل.. لمن؟

في نهاية المطاف، يظل السؤال مفتوحاً: من سيقول كلمته في انتخابات 2025؟ هل هو الناخب الواعي، أم الذكاء الاصطناعي الذي يتقن مخاطبة اللاوعي؟ هل سنشهد انتخابات تعبّر عن إرادة الشعوب، أم نتائج صنعتها خوارزميات تفهمنا أكثر مما نفهم أنفسنا؟

الإجابة ليست بسيطة، لكنها بالتأكيد تدعونا لإعادة التفكير في العلاقة بين التكنولوجيا والديمقراطية. فالمستقبل الذي كان خيالاً بالأمس، صار اليوم تحدياً قائماً.. وقد يُعاد رسم الخارطة السياسية من جديد، لكن هذه المرة، بقلم رقمي لا يحمل هوية ولا انحياز، إنما كفاءة خارقة وحياد مشكوك فيه.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News