السيدة زينب (عليها السلام).. صوت الثورة وبطلة الصبر في أيام عاشوراء
بقلم: حنان الصحاف
في كل عام، حين تُقرع طبول الحزن في محرم، وتعود ذكرى كربلاء إلى الواجهة، تتجه الأنظار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، أولئك الذين سطروا أعظم ملاحم الفداء في وجه الظلم. لكن، في زحام الحديث عن البطولة والشهادة، لا يمكن أن ننسى صوتًا هزّ عروش الطغاة، ووجهًا واجه المآسي بثبات لا يلين، إنها السيدة زينب بنت علي (عليها السلام)، المرأة التي قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها، وكانت لسان الحسين وضمير كربلاء.
لمحة عن حياتها المباركة
وُلدت السيدة زينب (عليها السلام) في المدينة المنورة، في بيتٍ اجتمع فيه النور والعلم والفضيلة؛ فهي ابنة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). نشأت في أحضان النبوة والإمامة، وتشربت منذ طفولتها معاني الصبر، والوعي، والإيمان العميق، ما مهد لها أن تصبح في ما بعد مدرسة بحد ذاتها في الصمود والمقاومة.
دورها البطولي في عاشوراء
لم تكن زينب مجرد شاهدة على واقعة كربلاء، بل كانت ركنًا أساسيًا من أركان الثورة الحسينية. ففي الأيام العصيبة، حين اشتدت المحنة على أهل بيت النبوة، برزت زينب بشجاعتها ورباطة جأشها، فكانت سيدة الخيمة، وراعية الأيتام، والمُسلي الوحيد للثكالى والمفجوعات، وكانت هي القوة التي منعت الانهيار في معسكر الحسين، بعد استشهاد القادة والأبطال.
وبعد فاجعة كربلاء، لم ينتهِ دور زينب، بل بدأ فصل جديد من البطولة. فقد قادت موكب السبايا من كربلاء إلى الكوفة فدمشق، وفي كل مرحلة كانت تُظهر وعيًا سياسيًا وإعلاميًا عاليًا، إذ لم تسمح للطغاة أن يشوهوا أهداف الثورة. واجهت يزيد في عقر مجلسه، وألقت عليه حججها الإلهية، بصوتٍ لم يعرف الوجل، وقالت مقولتها الخالدة:
“ما رأيتُ إلا جميلاً”،
لتُثبت أن عظمة النفوس في ثباتها على الحق، لا في سلامتها من الجراح.
قوة الكلمة والإعلام الزينبي
كان للسيدة زينب (عليها السلام) دور إعلامي فذّ، يُدرّس حتى اليوم، حيث فضحت جرائم يزيد وأتباعه، وشرحت للعالم آنذاك أهداف النهضة الحسينية: الإصلاح، والعدالة، ومقاومة الفساد، وإحياء الدين الصحيح. لم تتحدث من موقع الضعف، بل من موقع النصر الروحي، فزرعت في وجدان الأمة الوعي الحقيقي بمعركة كربلاء، وأحيت جذوة
بقلم: حنان الصحاف
في كل عام، حين تُقرع طبول الحزن في محرم، وتعود ذكرى كربلاء إلى الواجهة، تتجه الأنظار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، أولئك الذين سطروا أعظم ملاحم الفداء في وجه الظلم. لكن، في زحام الحديث عن البطولة والشهادة، لا يمكن أن ننسى صوتًا هزّ عروش الطغاة، ووجهًا واجه المآسي بثبات لا يلين، إنها السيدة زينب بنت علي (عليها السلام)، المرأة التي قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها، وكانت لسان الحسين وضمير كربلاء.
لمحة عن حياتها المباركة
وُلدت السيدة زينب (عليها السلام) في المدينة المنورة، في بيتٍ اجتمع فيه النور والعلم والفضيلة؛ فهي ابنة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). نشأت في أحضان النبوة والإمامة، وتشربت منذ طفولتها معاني الصبر، والوعي، والإيمان العميق، ما مهد لها أن تصبح في ما بعد مدرسة بحد ذاتها في الصمود والمقاومة.
دورها البطولي في عاشوراء
لم تكن زينب مجرد شاهدة على واقعة كربلاء، بل كانت ركنًا أساسيًا من أركان الثورة الحسينية. ففي الأيام العصيبة، حين اشتدت المحنة على أهل بيت النبوة، برزت زينب بشجاعتها ورباطة جأشها، فكانت سيدة الخيمة، وراعية الأيتام، والمُسلي الوحيد للثكالى والمفجوعات، وكانت هي القوة التي منعت الانهيار في معسكر الحسين، بعد استشهاد القادة والأبطال.
وبعد فاجعة كربلاء، لم ينتهِ دور زينب، بل بدأ فصل جديد من البطولة. فقد قادت موكب السبايا من كربلاء إلى الكوفة فدمشق، وفي كل مرحلة كانت تُظهر وعيًا سياسيًا وإعلاميًا عاليًا، إذ لم تسمح للطغاة أن يشوهوا أهداف الثورة. واجهت يزيد في عقر مجلسه، وألقت عليه حججها الإلهية، بصوتٍ لم يعرف الوجل، وقالت مقولتها الخالدة:
“ما رأيتُ إلا جميلاً”،
لتُثبت أن عظمة النفوس في ثباتها على الحق، لا في سلامتها من الجراح.
قوة الكلمة والإعلام الزينبي
كان للسيدة زينب (عليها السلام) دور إعلامي فذّ، يُدرّس حتى اليوم، حيث فضحت جرائم يزيد وأتباعه، وشرحت للعالم آنذاك أهداف النهضة الحسينية: الإصلاح، والعدالة، ومقاومة الفساد، وإحياء الدين الصحيح. لم تتحدث من موقع الضعف، بل من موقع النصر الروحي، فزرعت في وجدان الأمة الوعي الحقيقي بمعركة كربلاء، وأحيت جذوة